صلاح الساير
على مذابح العشق نذبح الزهور كل يوم. نصف من نحب بالوردة.
نتهادى الزهور.
نغني للأزاهير «الورد جميل.. جميل الورد» ونطلق أسماء الزهور على بناتنا، ونزين بيوتنا بالورود، ونضعها عنوة في المزاهر كي نحلم أحلاما «وردية» فتموت الوردات في الردهات وتختنق في أدخنة البخور.
من أجل تجاوز تداعيات الكراهية والعداوة بيننا، وفي سبيل ممارسة النفاق الاجتماعي، نقصف حياة الزهر ونكفنه بورق السوليفان، ونهديه للآخرين «باقة ورد» أو «جثمان ورد» ليبقى الشوك العضوض بالأغصان، ويدفع الورد حياته ثمنا لعقدنا الآدمية وأمراضنا البشرية.
لا أحد يقطف الشوك.
فنحن نحب الزهر ونكتب فيه قصائد المديح لنغتاله، نحتفل بعيد الحب فتصبح المناسبة مذبحة للورد يصرخ في أرجائها لون أحمر قان هو الدم.
انها لعنة العشق.
فلو علم الورد مصيره لقال: اكرهوني أيها الناس، فأنا زاهد بمحبتكم، أيها القتلة باسم الحب.