صلاح الساير
لن نتحدث عن «الظواهر السلبية» بل نشير الى «السوالب الظاهرية»، فالسوالب مشتقة من السلبي عكس الايجابي، والظاهرية كلمة واضحة الدلالة، فالظهور عكس الاختفاء، وذلك يشمل الممارسات التي تظهر على سطح المجتمع، فتكاد تميزه وتقصيه عن بقية المجتمعات الحية.
السوالب كل نشاط غير ايجابي يجتهد ضد منطق الحياة ويسعى الى التدمير لا التعمير، وينطلق من نظرة سوداوية ومنطق عدمي، فيجرجر المجتمع نحو الوراء ليحبسه في كهف الجمود تحت ذريعة المحافظة على التقاليد، متجاهلا ان التقاليد متغيرات، لا ثوابت فيها، فلكل زمن عاداته وتقاليده.
اما الظاهرية فتبدأ مخفية، مطمورة، كمثل نواة صغيرة تشكلها الاوهام وفوبيا العصر والاشاعات والاقاويل وقلب الحقائق، فالتعليم المشترك «اختلاط» والحفلات الغنائية «مجون» والحريات الاجتماعية «فسق»، فتكبر السوالب الظاهرية حتى «تظهر» على السطح غولا يبتلع الاخضر واليابس.