صلاح الساير
ما نشهده من تعصب وتطرف وغضب وسخط وضيق الصدور بالحوار والاختلاف والفجور بالخصومة، وكذلك النزعة الالغائية المهيمنة على ذهنياتنا، يؤكد اهمية اعادة التعليم الى رشده، وتمكين العملية التعليمية من لعب دورها الحيوي في ارساء دعائم الوعي الجمعي.
ان تهميش حصص الموسيقى والاعمال الفنية في المرحلة المتوسطة، على سبيل المثال، اسهم بتصحر الذائقة الحضارية لدى التلاميذ، كما دفع بمخرجات التعليم بعيدا عن سواحل الحياة العصرية، كما ان الاستمرار في فرض الفصل العنصري تحت ذريعة «منع الاختلاط» اسهم بتعزيز روحية الالغاء والهيمنة والتسلط والشك بين الاجيال.
اما الدول العازمة على الانطلاق في دروب المستقبل فتجعل للتعليم حيزا كبيرا في محيط اهتمامها الاستراتيجي، وتعمل على تحصين التعليم من آفة التسييس، مثلما تسعى الى تقديم تعليم عصري لا ينشغل بمطاردة الاوهام، بل يسهم في بناء مجتمع متسامح يؤمن بالتعددية ويزرع في نفوس الاجيال الطموح والتطلع.