صلاح الساير
الفنانون والأدباء الذين تخيلوا المخلوقات الفضائية او الخرافية في اعمالهم الفنية والادبية لم يتخلصوا من واقعهم الارضي فصوروها على هيئتهم البشرية مع بعض التغيرات الطفيفة مثل «الأذن المصلومة، او العين الواسعة، او الرقبة الطويلة» ونحو ذلك.
فمذ وصف الشاعر العربي القديم «تأبط شرا» الغول بقوله «اذا عينان في رأس قبيح.. كرأس الهر مشقوق اللسان» الى الفيلم السينمائي الرائع e t للمخرج ستيفن سبيلبرغ لم يشطح الخيال بعيدا عن الواقع، بل سحب الانسان هذه الكائنات التي تخيلها الى دائرة تفاصيله العاطفية من عشق، وكراهية، وغضب، وندم.
بعض هذه المخلوقات حقيقة، لا خيال، فالغيلان قردة عملاقة (الغوريلا) التي كانت تتسلل من افريقيا الى الجزيرة العربية، قبل حفر قناة السويس، وقد وصف الغول بأنه مخلوق ضخم، شعره كثيف، له عينان واسعتان، يسكن الخرائب والمغارات، ويهاجم الانسان «غيلة» من حيث لا يدري، فهو الغول.