صلاح الساير
في الاساطير القديمة هام نرجس او «نرسيس» بعشق جماله الجميل، فصار يتأمل وجهه في سطح ماء البحيرة حتى سقط فيها وغرق، وحين سألوا البحيرة عن جمال «نرسيس» اجابت بأنها لم تلاحظ ذلك، لانها كانت مشغولة بمشاهدة جمالها المنعكس في عينيه!
النعمة تحتاج الى ترشيد، وفطنة، وحسن تصرف، فاذا كانت الديموقراطية في بلادنا احدى نعم الدستور فلا ينبغي الهيام بها بعيدا عن جوهر هذا الدستور، كي لا يتحول البرلمان الى «نرسيس» المولع بعشق ذاته، وتتحول الديموقراطية الى ممارسات نرجسية قاتلة.
الديموقراطية الحقة بستان حريات، تنبت فيه، كل يوم، زهرة جديدة يضوع عطرها في الاجواء، اما الديموقراطية الكذوب فمحرقة للحريات، تصلى في سعيرها الاحلام والاماني، فالديموقراطية «حياة» يفوق اتساعها جوف صناديق الاقتراع.
فهل يكف «نرسيس» الكويتي عن نرجسيته ويمضي في طريقه بعيدا عن البحيرة ومخاطر الغرق؟