صلاح الساير
تنطوي النرجسية البرلمانية على بذرة انحراف، ومع تفاقم هذه الظاهرة السلبية ستتسع الشقة بين البرلمان وجوهر الدستور.
وما لم يخرج من بين الصفوف عقلاء يعيدون الرشاد الى مهاده الأول، فقد تنفلت هذه المؤسسة الديموقراطية من عقالها الدستوري وتتحول الى وحش كاسر ينقلب على صانعه فيهاجمه بغية الفتك به.
قديما قيل «الخير يخص والشر يعم» وعلى كاهل العقلاء في مجلس الأمة تقع مسؤولية نفض غبار الكسل، والتغلب على حالة الوجل، وترتيب أولويات العمل، والسعي إلى إنقاذ مؤسسة البرلمان من مخاطر التوحشن والانحراف عن جادة الدستور الذي جاء ليعزز الحياة الكريمة للناس.
فالبلاد تواجه تحديات كبيرة تستوجب التوقف عن ممارسة السذاجة السياسية المفرطة، والاستقواء على المجتمع.
مثلما تستدعي الكف عن تقمص دور «دون كيشوت» وحروبه المتخيلة.
فالواقع الكويتي المعيشي متخم بالمشكلات الحقيقية والمتفاقمة وليس من الحكمة تصنيع المشكلات من رحم الخيال.