صلاح الساير
الموجة العارمة سفينتــه، الرياح أشرعتــه، الهروب بوصلته الوحيدة.
يغادر «اليال» الذي أودع في رمله أسراره وذكريات الطفولة.
يبحر في رحلة لا تعرف «القفال» يسائل النفس من الذي يبتعد عن الآخر، مدينتي أم سفينتي؟ فبين جفاف المدينة ورطوبة السفينة نسجت الأيام حكايته.
هو القرصان الذي كسرت الضفاف أضلاعه بعد أن عجزت البحار والأنواء عن كسرها.
ينشد أغنياته الزرق بين الخلجان، يراقص النوارس في عرض البحر.
يعلق فانوس العشق في صدر السفينة. تعرفه وحوش اليم و«الغبيب السود» وتجهله المرافئ.
كلما زمجرت الريح تضاحك ثغره البسوم.
كتب أولى أغنياته الطفولية على رمل الشطآن، كتب الأغنية العاشرة على صفحة الأشرعة، كتب بعض المواويل بمداد من دمع العيون وكتب بعضها الآخر على صفحة الماء.
عرشه الموج، صولجانه العشق.
يجرد سيفه من غمده، الآن، يواصل «الهولو».