صـلاح السـايـر
عرفت التلفزيونات العربية «العروض الحصرية» منذ بدايات التأسيس والانطلاق، وقت أن كانت الاجهزة الرسمية تتولى مسؤولية الانتاج مباشرة، وكانت الاعمال التلفزيونية «سلعة» تتحرك ببطء شديد في سوق الفن، وذلك بحكم محدودية التلفزيونات (الزبائن) وضعف القدرة على استنساخ العمل التلفزيوني.
ومع التطور السريع الذي شهده عالم الانتاج التلفزيوني، وتطور تقنيات البث، تكاثرت الشاشات الفضائية، فجأة، وتزايدت الدراما «مصرية، سورية وخليجية» وكذلك الدراما المدبلجة «مكسيكية وتركية» فأمسى المسلسل الواحد يتكرر على الشاشات العربية، الامر الذي اربك الساحة التلفزيونية والاعلانية لدى الناس العرب.
حالة الارتباك هذه مرتبطة بحداثة التجربة، ففي الساحات التلفزيونية العريقة (اميركا مثالا) يعرف الناس، هناك، العروض الحصرية التي تستقيم وحالة التنافس وتستجيب لفروض سوق الاعلان التجاري، ولهذا السبب (السوق) يلاحظ المشاهد العربي، هذه الايام، عودة العروض الحصرية الى الشاشات العربية من جديد، فللاسواق منطق يفل الحديد.