صلاح الساير
لم يكن المجتمع الكويتي يحاصر أفراده على النحو الذي يشهده الزمن الحاضر الذي تزايدت فيه الالتزامات الاجتماعية حتى أمست قوة ضاغطة على الفرد الذي اخترع هذه الالتزامات واختلقها، فارتدت عليه بآثارها الخانقة، كمثل السحر الذي انقلب على الساحر.
لقد شكلت الوفرة المالية لدى الكويتيين سببا مباشرا لتخليق هذه الالتزامات الوهمية.
فالنقود تبحث عـن مصارفها.
لذلك اخترع الناس التزامات اجتماعية جديدة ينفقون خلالها بعض هذه النقود على شكل هدايا وعانيات، وعملوا على تضخيم أنشطتهم الاجتماعية ورفعوا كلفتها المالية.
الديوانية الحالية، على سبيل المثال «بدعة اجتماعية» لا علاقة لها بالديوانية المعروفة بالتراث المحلي التي كانت أشبه بالمكتب التجاري لصاحبها التاجر.
أما عموم الناس، في الماضي، فكانوا يرتادون المقاهي العامة التي لا تلزم أبناء العائلة التواجد في ديوانيتهم «الخاصة» أو تلزم الآخرين زيارة ديوانية هذه العائلة أو تلك.
أو تجعل من الديوانية الخاصة مدخلا للتعدي على أملاك الدولة بحجة العادات والتقاليد.
كل مـا حولنا نتـاج العصر لا الموروث.