صلاح الساير
ما الذي يحدث داخل مجتمعنا الكويتي الذي طفت على سطحه، فجأة، مظاهر لم يعهدها من قبل؟ لهاث وراء المال والسلطة، مطالبات محمومة بإسقاط القروض، استسهال التعديات على أملاك الدولة، تخندقات مذهبية ومناطقية، حوار أقرب الى السعار، تجريح للذات الوطنية بلا شعور بالمسؤولية، قسوة تعتمل في الصدور.
لست أرمي الى ان المدينة الفاضلة كانت هنا وقد طمست الأيام آثارها.
فالمجتمع القديم مثله مثل المجتمعات الأخرى يحوي المظاهر الإيجابية مثلما ينطوي على المظاهر السلبية، غير أن الذي طفا على السطح، في السنوات الأخيرة، زبد عملاق أغرق ما سواه حتى أضحى الزبد الكريه مثالا يحتذى!
هل سقطت ورقة التوت مع تغير اتجاه الريح؟ هل غادرت حمرة الحياء الوجوه بلا عودة؟ هل ألقت غيمات الأنانية والكراهية والطمع بظلالها القاتمة على الجميع؟ هل يكمن السبب في غياب هيبة الدولة؟ هل الديموقراطية السبب؟ التعليم؟ الإعلام؟ الجني الأزرق؟ لست أدري.