صلاح الساير
أعرف شخصا يتمتع بصوت رخيم تغار منه بلابل الدوح، فحين يشدو تطرب لصوته الكائنات، ورغم هذا هو شخص مجهول، فقير، مفلس، على الدوام.
لــــم تحوله موهبته الكامنة في حنجرتــــه إلى نجم في سمــــاء الطــــرب ليعرفـــه القاصي والداني، ويكنز المال جراء مشاركته بالحفــلات الغنائيــــة.
الموهبة وحدها لا تكفي.
وبعض من يتمتع بجزء يسير من ملكة ما، إضافة لقدر كبير من الذكاء والإصرار والطموح يحقق ما لا يحققه الآخرون.
فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، وكذلــــك النجاح أو الإنجاز يستدعي بذل الجهد والإصرار كي يتحقق «فما نيــــل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيـــا غلابــــا».
أخلص إلى أنه يوجد في هذه الحياة آلاف الناس ممن يتميزون بملكات شتى (ربما تكون أنت واحدا أو واحـــــدة منهم) لكنهــــم مكتفون بافتــــراش رصيف الحياة، والعيش في الظلال، فــــلا يخوضــــون غمار الحياة فتفوتهم فرص قطف ثمار النجاح وإثبات الذات.