صلاح الساير
شلالات الأيام تهدر، والحياة تيار جارف ننزلق في منعطفاته، فيأخذنا إلى حيث تريد الحياة.
أحلامنا تقلصت وعصافير البراءة هجرت بساتينها الكانت فينا.
أوراق الزمن تهر من شجرة العمر.
كنا نحلم بتغيير العالم فاكتشفنا اننا عاجزون عن تغيير أنفسنا. نغفو على الوسادة ونتعمد تجاهل الأمس فلا نأسى على ماض تولى.
تطوف بنا الأيام ونحن في كمد وكد. الفرق بيننا وبين العصافير ان الأخيرة تغني وهي تلتقط الرزق من الأرض، أما نحن فنبكي في طلب الدنانير وطمع الدنيا.
العصافير تطير من حقل إلى آخر، تتنقل بين الأشجار، تتقافز بحرية فوق الأغصان، ونحن أسرى الوظائف ومراكز الحدود والڤيزا وشهادة إلى من يهمه الأمر.
ننسى آخر كتاب قرأناه، آخر لوحة شاهدناها، آخر موسيقى عالمية أصغينا لها. تثقل صدورنا مقاهي الشيشة، تلعننا الفضائيات بكرة وأصيلا. شاخت أرواحنا قبل وجوهنا.
نهذر في الموبايل، نتبادل النكات القذرة، الإشاعات، الكلام الحطيم، فلا حلم جميلا يلوح في الأفق.