صلاح الساير
كان هدير التشاؤم يعلو فيضج الاسماع ويهيمن على كل الساحات، وكنا نغني مواويل التفاؤل في الركن القصي من المدينة، كنا نلمس الصفاء في عتمة الغبار، ولم تكن الشمس تفارق سمواتنا رغم كل شواهد المغيب، كان الغراب ينعق فوق الخرائب ونحن مشغولون بحرثها وبذرها بأزاهير الأمل.
نحن القابضين على جمر الايمان، نحتنا من اضلاعنا مراكب ابحرنا بها في خلجان اليأس، انشدنا «الهولو» عشقا وعزما اكيدا، تطالعنا النظرات السوداوية ونحن ننقش الاحلام الوردية، لم نساوم، لم نهادن، لم نعرض الايمان بالمستقبل في سوق النخاسة، كلما داهمتنا موجة عاتية لتسحبنا الى القيعان السحيقة عدنا نطفو على سطح بحر الوجود.
لم نكن نرى في الآفاق آمالا تلوح، غير انّا صدقنا نوارسات القلوب وبوصلات الصدور، غرسنا سيوفنا في جبين التشاؤم، راهنا على الامل، فتكسرت سفائننا ولم ننج من الغرق.
شكرا ايها الوطن الذبيح فينا