صلاح الساير
تعيش بلادنا هذه الايام فنتازيا لا نظير لها بين الدول، حيث نعبر مرحلة تعج بالانشطة الغرائبية التي لم يشهدها الاجداد من قبلنا، ولن يراها الاحفاد من بعدنا.
صار الوطن أشبه بالسيرك الذي يقدم وصلات من السحر والرقص على الحبال والكثير من حركات التهريج وسط جمهور واجم.
حكومة تائهة وبرلمان ضائع في بلاد كئيبة تحصد التراجعات على جميع المستويات.
وكأننا نشهد عرضا مسرحيا تراجيديا يستنزف الدمع السخين من العيون الباكيات، وقد أصبح المراقب المتفائل اقرب للمعتوه الذي يهرف بكلام لا يدرك معناه وأمسى التشاؤم غابة في الصدور.
لقد فقدت الاشياء في الكويت ملامحها مثلما فقدت المعاني الجميلة اسرار جمالها.
صار القبح متفوقا، والبشاعة مطلوبة، والقماءة مكانها في سويداء القلوب، وانتصر الغباء على الذكاء بضربة قاضية.
فخر الصناعة الكويتية «فانتازيا مضمونة الجودة» فما عادت للبحر زرقته الاولى، ولم تعد الصحراء مهيبة مثلما كانت.
خرس النهام، وارتجف البحار، وتوارى الفرسان في حمرة شمس غاربة.