صلاح الساير
يحدث ان تحاول تجميل صورة بعض الاشخاص في عيون الاخرين، فتعمل على تسليط الضوء على ايجابياتهم، وصرف الانظار عن سلبياتهم، كما تسعى الى تصيد ملامحهم الجيدة، وتعمل على تكبيرها، وتكرارها بهدف تثبيت الصورة الطيبة لهم.
ويحدث ان يصر هؤلاء المغفلون على تأكيد بشاعتهم، فكلما شيدت لهم بناء حسنا هدموا البناء وتراقصوا طربا فوق الخرائب.
تكتب فيمحون كتابتك، تزرع صحاريهم القاحلة فيقتلعون الزروع.
تشير الى ورعهم وتقواهم وجمالهم فيتفنون في تغييب كل هذا وذاك لينشروا فسقهم وفسادهم وقبحهم علانية.
تصر انت على جذب الانظار الى النصف الممتلئ من الكأس ويصرون على شد العيون الى النصف الفارغ منه.
تشدو لهم بتغاريد العصافير فيردون عليك بأنكر الاصوات.
عنوة تدخلهم الى غرفة عمليات جراحة التجميل فيخرجون من العيادة ليمرغوا وجوههم في وحل القماءات.
فتتذكر ان بمقدورك جر الحصان الى الماء لكنك لا تستطيع ان ترغمه على الشرب.
ما يحدث للاشخاص يحدث للاوطان، ايضا.