صلاح الساير
كان فنانا تشكيليا بارعا، تنبض لوحاته بالحياة، وتختزل ريشته الأمل والنور.
ونحاتا من طراز فريد، كنا نعجب من قدرته الفائقة على تصيد الفرح والخير والجمال وتحويلها الى منحوتات ولوحات ساحرة.
حدث ذلك عندما كان يعيش حياة بائسة.
يهرب من واقعه التعس الى أخيلة الإبداع. يفتش في الفن عما لم يتوافر في الحياة.
تنبض أعماله بالنور وكأنه يطرد العتمة من حوله.
يصور الذكاء ليحارب الغباء، يصنع تمثالا يرمز للخير ليستقوي به ضد الشر المتربص به.
تبدلت الأيام وتغيرت أحواله الاجتماعية، فصار يرفل في أثواب الفرح، يعيش حالة هانئة، لا عتمة فيها ولا غباء، حياة رضية محصنة من الشرور، فما عاد بحاجة الى الهروب من عالمه الى عوالم فنية بديلة.
نضب الإبداع وتوقف الفنان عن العطاء بعد ان اكتفى بالعيش في ظلال الجمال مودعا الفنون الجميلة. فليس أروع من سماع الموسيقى سوى حياتك حين تتحول الى أغنية أو قصيدة.