صلاح الساير
الأسواق المالية تتدهور، المـؤشرات تنحـسر، البورصات تتراجع، الخسارات كارثية، الرعب يدب في صناديق الاستثمار، المصــارف قلــــــــقــة، المـــودعـــون مذعورون، الحـكومـات حــائـرة، النــظــــام الاقتصادي العالمـــي يحبس أنفاسه، شهـوة المـال تبددها الخيبة، وبحار دمعك، يا سيدي، لا يمكنها ان تستعيد قرشا ضاع منك.
كارثة مالية تستدعي إعـــادة النــظر في أبجديات العيـــش الذي حـولناه إلى مضمار لمطاردة الدنانير والدراهم.
وكأننا كائنات بلا روح وهذه الحياة مادة نحن فيها ماكينات للنقود.
سحب، إيداع، قرض، دائن ومدين، وحلم مريض بثروة سريعة، سرعان ما تشتعل كالنار، والنار يتبعها رماد.
«المال وهم» حسب بابا الڤاتيكان.
والجمال «ليس الجمال بمئزر» حسب الشاعر العربي القديم.
فالعيش الحقيقي ليس معقودا بالكنوز والثياب والمجوهرات والقصور التي هجرتها زوجة معاوية بن أبي سفيان وهي تردد «لبيت تخفق الأرواح فيه أحب إليّ من قصر منيف».