صلاح الساير
بدأت الأزمة المالية في بورصة نيويورك ثم انتقلت الى الأسواق الأخرى، ومنها الكويت، فتراجعت أسعار الأسهم وتقلصت الفرص الاستثمارية، وأصبحت المصارف أكثر صرامة في منح القروض الاستهلاكية، فانكمشت ميزانيات الأفراد، وصرفوا النظر عن شراء السيارات التي تناقصت أعدادها في الطرقات فأصبحت أكثر أمانا بعد أن تناقصت حوادث المرور.
هدوء مروري ترتب عليه كساد في سوق تصليح السيارات، ففرغت الكراجات من زبائنها وضاقت أحوال صاحب الكراج فامتنع عن سداد إيجار صالون التجميل الذي كانت تديره زوجته الحمقاء التي أغلقت الصالون وتفرغت لمشاكسة زوجها.
«ماريا» خبيرة التجميل الفلبينية كانت تعمل في ذلك الصالون، أما اليوم فهي عاطلة عن العمل وليس لديها نقود تحولها الى ابنتها لتكملة دراستها في مانيلا.
جداول تصب في بعضها وإن تباعدت، فانهيار الاقتصاد العالمي أثر في حياة طفلة صغيرة تعيش في الشرق الأقصى، طفلة لم تسافر إلى نيويورك ولم تسمع بكراجات الشويخ الصناعية، ولم تدخل، قط، سوق الكويت للأوراق المالية.