صلاح الساير
على شاشة السينما يؤدي الممثل دور «البطل» القوي الشجاع الذي يقتحم اوكار اللصوص بمفرده، فيجندل هذا ويصرع ذاك، ويتمكن من هزيمة مجموعة من الرجال الاقوياء، أما في الواقع المعيش فقد يكون هذا الممثل جبانا رعديدا، كما الاطفال يخاف الظلام، ويعجز عن هزيمة صرصور حقير، او مطاردة فراشة ضعيفة.
ذلك يحدث في الافلام وفي الكتابة ايضا، فالمقال مجال تمثيل، والاوراق شاشة عرض، والقراء جمهور كمثل جمهور السينما، مأخوذون بالكاتب الذي يكتب عن الشرف والامانة والضمير أما في حياته الشخصية فهو غارق في وحل الفساد والخيانات وانعدام الضمير.
الممثل الذي قام بلعب دور «السوبرمان» في السينما ليس بمقدوره الطيران في الواقع، وكذلك الشعراء والكتاب ونحوهم قادرون على رسم صورة في اذهان الناس مغايرة لصورتهم الحقيقية، وكم كاتب او شاعر كتب عن الحب والحرية والخير، وحياته الشخصية تعج بكل اصناف الشرور والكراهية.