صلاح الساير
الإحـجــام عكـس الإقدام، فالاخيرة تعني التقدم، والمقدام الرجل الشجاع، وقيل فلان يمشي التقدمية اذا تقدم في الشرف والفضل، أما المقدمة فأول كل شيء، ففي كتاب معاوية الى ملك الروم «لأكونن في مقدمته اليك» اي سأقود الجيش واكون في مقدمة القتال.
نعود للإحجام وتعني النكوص والتردد، ومعظم البشر يتوزعون بين هذين النقيضين (الاحجام والاقدام) فهم اما مترددون مذعورون او انهم مقدامون شجعان، فهناك من تسنح له الفرصة تلو الفرصة لكنه يبقى محجاما يحرن في مكانه خشية الخسارة، وهناك جسور يتقدم بسرعة، واحيانا، يتهور ليعود بخفي حنين، واحيانا يفوز فيدمن المغامرات الناجحة.
وكما الافراد المجتمعات، فبعضها نكوصي حرون، يتنكر لمسيرته الجميلة وتاريخه الماجد ويكتفي افراده بمراقبة المجتمعات الجسورة التي تتقدم وتتسابق في ميادين الانجاز ومواكبة العصر، كمثل المجتمع الكويتي القانع بالعيش بين الاخيلة العتيقة، ومحاربة الطواحين وممارسة هواية «التحلطم»!