صلاح الساير
ليست الكوارث حكرا على الطبيعة مثل الفيضانات والأعاصير والزلازل والأمطار.
فالإنسان، أيضا، قادر على إلحاق الكارثة بمجتمعه.
فالإرهابي المعتوه بحزامه الناسف يلحق الأضرار بالأبرياء، والسفاح القاتل المجرم يفعل ذلك أيضا، ومثلهما السياسي العاجز عن أداء واجباته تجاه البلاد والعباد.
إن الغش السياسي الذي تمارسه النخب السياسية، والعجز عن تحقيق الإصلاح، والتخبط الرسمي المزمن، والتقصير الإداري، كل ذلك يؤدي الى نتائج كارثية قد يفوق بعضها الدمار الناجم عن الكوارث الطبيعية التي تفضي إلى محاسبة المسؤول الذي قصر في مواجهة الكارثة.
فما بالنا والكارثة من صنع يد السيد المسؤول؟
الكوارث الطبيعية تستدعي الإعلان عن حالة الطوارئ، وتوصف المدن والقرى التي تعرضت للدمار بأنها «منطقة منكوبة»، أما الكوارث الوطنية التي يتسبب فيها المسؤول (غير المسؤول) فتستدعي الإعلان عن مؤتمر صحافي وإلقاء خطبة رنانة تصف الدمار بأنه إشاعة مغرضة وتهويل صحف.
فكم أنت بريئة أيتها الزلازل!