صلاح الساير
قرأنا وسمعنا في تاريخ العراق عن «الفرهود» وهي حالة فوضى تدب فجأة في منطقة ما، فتغيب سلطة الدولة ويشارك العديد من الناس في كسر الاعراف ودحر القوانين، وتسيطر المصالح الانانية على الافراد، وينهش القوي الضعيف، فيعم الدمار الجميع.
أما في بلادنا فيبدو اننا نعيش هذه الايام حالة من حالات «الفرهود السياسي» حيث الفوضى الادارية العارمة، والهجمات السياسية المتبادلة، والخسارات الاقتصادية المتتالية، وتبادل الطعنات الاجتماعية المنذرة بالخطر، فالتراجعات على جميع الصعد تتسابق باتجاه الوراء، ولم تعد للهيبة مهابتها الاولى.
انها حالة كريهة او مرحلة مقيتة، وربما خطيرة، كتبنا عنها، محذرين منها، عشرات المرات غير ان «ما في الحمض احد» فلا احد يصغي، وكأن المعبد يتهدم، اليوم، فوق الرؤوس وتحته اكثر من شمشون كويتي يرفض ان يتقي الله في وطنه وهو يردد «علي وعلى اعدائي يا رب»!