صلاح الساير
بين شعار «إلا الدستور» وشعار «طز بالدستور» ضاعت البلاد واحتار العباد، فهذا الطرف يذود عن حياض الدستور وكأنه الهواء الذي لا تقوم حياة دونه وينسى عيوب الممارسة النيابية المتوحشة، أما الطرف الآخر فيبالغ في خصومته للدستور ويصوره على هيئة شيطان رجيم وينسى المصائب التي خلفها تعطيل الحياة النيابية.
كل طرف يتهجم على الطرف الآخر ويقذفه بحجارة الكلام، فهذا حرامي وذلك تأزيمي، وهذا وراءه اياد خفية وذلك يسخر المال السياسي لتقويض الدستور، وهكذا تحولت الساحة السياسية الى حلبة لصراع الديكة، ولم تتوافر للناس فرصة للنقاش الرصين او الحوار الوطني الهادف من اجل الخروج من هذا المأزق الحقيقي.
الدستور الكويتي مفخرة وطنية نجمت عنها ممارسات عبثية تتناقض مع الدستور، وذلك من واقع التجربة النيابية التي علمتنا، ايضا، ان الانقلاب على الدستور طريق محفوفة بالاخطاء الجسيمة، انها مشكلة كويتية عويصة تستدعي من الجميع التوقف مع الذات بشجاعة وحكمة.