صلاح الساير
التطور والتبدل من طبائع المجتمعات والممالك، والكويت ليست استثناء، فواقعنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي الراهن يختلف كثيرا عن حالنا في مطلع الستينيات، وقت شرعت البلاد في تشكيل الحكومات للنهوض بالمسؤوليات التنفيذية والادارية، وشرعت في انتخابات مجالس الامة للتصدي للمسؤوليات التشريعية والرقابية.
ان التغيرات والتحولات التي شهدها المجتمع الكويتي انعكست على السلطتين الحكوميتين «التنفيذية والتشريعية» فضعفت الادارة الحكومية حتى الهلاك وتشدد البرلمان حتى بلغ درجة التوحش، انه انعكاس لحالنا نحن الافراد الذين تغيرنا عن ذي قبل، فضعفت لدينا قيم العمل وسيطرت علينا ذهنية الاستهلاك والانغلاق.
نحن في الكويت نعيش ورطة حقيقية مع ذاتنا الوطنية، فالتجربة البرلمانية المتوحشة تهدد السلام الاجتماعي من جهة، والتجربة الوزارية الضعيفة توهن كيان الدولة من جهة اخرى، وتلك حقيقة مرة، فالسلطة التشريعية تلتهم الحريات والسلطة التنفيذية تتخبط في دروب الضياع.
انها ورطة حقيقية تستدعي الصرامة الوطنية في حال التكليف الوزاري مثلما تستدعي التأمل في الرعب المتولد من صناديق الاقتراع.