صلاح الساير
عمّر الانسان الارض فشيد الابراج، ورفع الجسور، ورصف الطرقات، وحفر الانفاق، وأسس المدن الحديثة التي تضج بصخب الناس وهدير الماكينات ثم راح الانسان المتعب يفتش عن سعادته في الاماكن النائية حيث الهدوء والحياة الفطرية والمساكن البدائية!
البشرية تدور حول نفسها في دائرة الحياة المغلقة، فبعد ان بحث الانسان عن الله في النار والرعد والبرق والاوثان والديانات السماوية عرف الانسان الالحاد والحياة المادية ثم عادت الصحوات الدينية تسيطر على ذهنية البشر.
صنع الانسان الصابون، واحرق البخور، وسحق الزهور، وتنافست المصانع بانتاج افخم العطور، واطلقت الدعايات التي تشير الى اهمية العطر للتقارب بين البشر (الرجل والمرأة) لتأتي الابحاث العلمية وتؤكد ان الرائحة الطالعة من الجسد البشري عامل حاسم في قرار التقارب.
ستر ابن آدم عورته بأوراق الشجر، وجلود الحيوانات، وصنع المغزل فنسج الاقمشة، وحاك الثياب، وابدع الازياء الفضفاضة ثم عاد وابتكر المايوه البكيني والتنورة القصيرة والشورت الساخن، انها دائرة الحياة ونحن فيها ندور.