صلاح الساير
الجنون خلل وظيفي في الدماغ يضعف الإدراك ويربك الحواس، ويصيب الجنون البشر مثلما يصيب الحيوانات فيضطرب السلوك الإنساني او الحيواني المألوف لتخرج الكائنات عن طورها المعتاد وتأتي بتصرفات شاذة.
فقد يخرج المجنون من منزله عاريا، او يحرق نفسه بالنار، وقد يعض الكلب الكلاب وترفس الفرس الفارس ويهجم البعير على الابّال فيقتله، وقد تعارفت البشرية على اعفاء الانسان المجنون من المسؤوليات، فلا هو مسؤول عن نفسه ولا مسؤول عن سواها.
وقديما وصف العرب الشاعر قيس بين الملوح بلقب «مجنون ليلى» وهو القائل «قالت جننت بمن تهوى فقلت لها العشق اعظم مما بالمجانين» وقد شهدت البشرية في مراحل مختلفة عشاقا اختلت عقولهم وارتبكت حواسهم من شدة الوجد والهيام.
الجنون حالة فردية قد تتسع فتصيب الجموع، وبعض العلماء يفسرون ظاهرة الانتحار الجماعي للحيتان بانها لوثة تصيب أمخاخها وتعطل برمجة الملاحة فيها فلا تعرف هذه الحيوانات الضخمة الاتجاهات السليمة وتجنح نحو الشطآن لتموت فيها.
هل يحدث للبشر ما يحدث للحيتان؟