صلاح الساير
تزخر سلطنة عمان بجماليات الطبيعة، فوديانها وجبالها وشطآنها وبساتينها تشكل مشهدا طبيعيا ساحرا.
بيد أن أحلى ما في السلطنة إنسانها الودود الذي تجده في جميع المواقع يعكس شخصية عمانية واحدة وفريدة.
سافرت إلى مسقط والسيب مرورا بصحار وتوقفت في منطقة السويق وبركاء والمصنعة وسواها من مناطق في ساحل الباطنة، جالست الناس هناك وحاورتهم، تحدثت مع الأطفال في القرى وهم يرتدون ثيابهم البيضاء النظيفة وينتظرون حافلات النقل إلى المدارس، أصغيت السمع لعجوز يروي ذكرياته في الكويت القديمة.
لفتني أن الشخصية العمانية تتميز بالحرص على الكلام المختصر المفيد، فحديث الكبار والصغار يكون بمقدار، لا هذر ولا إطالة، ولا صمت مريبا، تسأل رجل الأمن فيجيبك بحزم ورحابة صدر، تناقش الطفل الصغير فيبوح بأحلام كبار، تستمع للشيخ الكبير فتهدر الحكمة في وجدانك.
في عمان لم أتناول الحلوى العمانية المشهورة واكتفيت بتذوق حلاوة الإنسان، فخرجت بحصيلة إنسانية مدهشة وحلوة.