صلاح الساير
رضا جميع الناس غاية لا تدرك، وما يعجبك أنت قد لا يعجب سواك، فهناك من يهوى المرأة السمراء ويفضل الطعام الايطالي، وهناك من تعشق الرجل الاشقر وتأكل البرياني.
وحتى عند الانسان الواحد تتغير درجات الرضا والسخط بتغير الفصول، فنحن نشكو من البرد في الشتاء لنعود ونشكو من الحر في الصيف، فمتى نرضى؟
يشكو الفقير العوز وقلة المال، ويشكو الثري هواجسه وخشيته المستمرة من فقد المال الكثير، ويبحث الشاب عن الشهرة في محيطه الضيق، ويضيق صدره من ابنة الفريج التي تتعمد أن تتجاهله، ويشكو النجم المشهور من جمهوره العريض وعدم تمتعه بحياته الخاصة، لا اللص مرتاح بالغنيمة، ولا القاضي راض عن انتشار اللصوص.
أميركا غير راضية عن ايران، وايران منزعجة من أميركا، يشكو الزوج من غباء زوجته التي تشكو قسوته وعناده.
السياسي يتمنى أن يصبح تاجرا، والتاجر يتمنى لو أنه خلق شاعرا، والشاعر متورط بموهبته ولا يعرف كيف يصرفها في سوق الصرافين.