صلاح الساير
التخلف ينهش الوطن العربي بمختلف مجتمعاته.
فلا الدول الغنية تمكنت من مواكبة العصر ولا الدول الفقيرة استطاعت الحد من تدهور التنمية فيها.
فالمعوقات تتكاثر، والمشكلات تتزايد، والحلول تتطاير في فضاء الكلام، ليبقى الإنسان العربي يئن تحت ضغوطات التخلف والفقر والأمية والمرض والتدهور البيئي.
بنينا المدارس وشيدنا الأبراج ورصفنا الطرقات وأطلقنا الفضائيات ورفعنا الجسور فرافق كل ذلك تعليم متخلف وفساد عارم وتصحر متوحش وإدارة سيئة وفقر مدقع وثراء جهول وأسواق تتناحر وإعلام ضائع وبطالة تتفاقم بين الشباب العربي فتقهر أحلامهم.
نُذر الشر من حولنا. فالعالم يواجه أزمة اقتصادية طاحنة والتوقعات متشائمة، وما كان خيارا للعرب في أزمنة مضت تحول اليوم إلى استحقاق لا مفر منه.
غير ان الخروج من هذه الورطة مرهون بمدى قدرتهم على التعاون فيما بينهم.
فالحلول لن تتوافر ما لم نعمل على تكامل أسواقنا وتوحيد جماركنا وعصرنة تعليمنا وتحديث إداراتنا وتأكيد الشفافية في مؤسساتنا وإنقاذ بيئتنا والسعي الى الحد من انتشار الأمراض والأمية بيننا.
وذلك لن يحدث ما لم نؤكد القرارات بالجهد الجماعي الجهيد.