صلاح الساير
لم يودع بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم، فقد تم استقباله بالأحلام وكان وداعه بالأحذية.
وصل إلى البيت الأبيض وغادره أسود.
ارتقى سدة الرئاسة بطلا جسورا يمتطي صهوة المبادرة وتساقط من العرش منكسرا يجرجر أذيال الخيبة.
صرخ في وجه العالم «من ليس معي فهو ضدي» فأمسى وحده، وحيدا، ضد العالم.
الرئيس الأميركي المنصرف جورج دبليو بوش، كاوبوي مزج بين الديبلوماسية والملاكمة، حاول بقبضته الحديدية ان يكسر بوابات الشرق والغرب فحوّل هذه «الأميركا» من رمز للحرية إلى رمز للعدوان.
كرهته شعوب الأرض ولم ينل حب شعبه.
في الخارج قاد الجيوش إلى الحرب وفي الداخل قاد الأسواق إلى التدهور، فخسر الاقتصاد ولم يربح السياسة.
شيخ مشايخ الحزب الجمهوري، حمل صولجان أكبر قوة على الأرض ولايتين اثنتين، مؤسس سجن غوانتانامو، أكثر الرؤساء الأميركان عرضة لسخرية رسوم الكاريكاتير في الصحافة الأميركية، وعد الناس بالمن والسلوى والحريات فلم يقبضوا منه سوى الفوضى والدماء وخيبة الأمل.