صلاح الساير
هل تحولت بلادنا إلى قطة تأكل بنيها؟ فالأخبار تتقاطر عن إقدام بعض الشركات على تسريح العديد من موظفيها الكويتيين تحت ستار تدهور الأسواق وضرورة شد الأحزمة وتخفيض النفقات.
وكأن البلاد غير معنية بحماية أبنائها النابهين الأذكياء المتميزين الذين رفضوا العمل السهل في القطاع العام، وتصدوا لتحديات العمل في القطاع الخاص.
ان اختيار التضحية بالموظفين لمواجهة الأزمة المالية يشير إلى هشاشة الشركة، ويعلن عن ضعفها وربما سوء إدارتها.
وبالطبع ليس جميع الشركات سواء، فبعض المؤسسات المالية الراسخة لاتزال تصر على دعم وتطوير مواردها البشرية.
فالأزمة وإن طالت، لا شك، عابرة، وليس من الفطنة ولا من الوفاء التضحية بالمهنيين القادرين على البذل.
إن تحقـيـــق رغبـــــــة صاحب السمو الأمير المفدى بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري يقتضي الإيمان بالدور التنموي للقطاع الخاص.
وذلك أمر لن يتحقق دون تحصين العنصر البشري الكويتي الذي أمسى، خلال هذه الأزمة، كمثل «سنمار» أبدع في العطاء فعاقبناه بالنكران.