صلاح الساير
يصدف ان نلتقي أشخاصا في وسط مخنوق بالمشكلات، موبوء بالتأزيم، الناس فيه كمثل الضواري في صراع وافتراس على الدوام، فنجدهم يشبهون ذلك الوسط، اقرب الى الوحوش المفترسة في الادغال، يتصفون بدرجات عالية من التحفز والعدائية وعدم الثقة بالآخر.
ثم تتبدل الاحوال وينتقل هؤلاء انفسهم الى وسط صحي تحيطهم المودة والاحترام، فتغمرنا الدهشة من صورتهم الجديدة التي لا تشبه صورتهم في ذلك الوسط المخنوق المريض، يتمتعون بدماثة اخلاق وأدب جم واحترام واضح للآخرين.
لكل مقام مقال، فبعض الاشخاص يتأثر بالوسط الذي يعيش او يعمل فيه، يتأقلم سلبا او ايجابا، فليس بمقدور الملائكة العيش وسط الشياطين، والمثل يقول «ان كنت في روما فافعل ما يفعله الرومان» ومن يسكن في عش الدبابير فعليه ان يتصف بصفاتها والا تحول الى الهدف المفضل لها.
بالمقابل هناك الشخص المبدئي الذي يصر على التعامل مع الوحوش البشرية برقة وأدب وكلما اشار لها بإصبع قضمتها الوحوش بأنيابها الحادة فلا يتبقى في يده اصبع واحدة يعضها ندما على خوض هذه التجربة.