صلاح الساير
في لحظة ولادته خرج الى الدنيا برجليه قبل رأسه، بالمقلوب.
ولد وفي عنقه خيبة أمل تلازمه حيثما حل، ساذج حسن الطوية، يثق بالآخرين ويصدقهم وإن قالوا له الشمس تشرق من جهة الغرب.
في طفولته اشترى أرنبا بعد أن صدق البائع أن الارنب فيل، وفي يفاعته صدق زعم أحد الخبثاء بأن الافيال تطير في الليالي المقمرة.
في شبابه كان ناصريا فأفاق من غيبوبته على النكسة ثم صار شيوعيا فانهار الاتحاد السوفييتي.
تزوج امرأة فاكتشف أنها كانت رجلا خضع لعملية تغيير الجنس.
امتلك محلا لبيع الاسطوانات قبيل نزول أشرطة الكاسيت الى الاسواق فبارت السلعة في المحل. اشترى شقة في بيروت فاندلعت الحرب الاهلية.
صدق وعود الرئيس بوش بإقامة دولة فلسطينية فأبكته مجازر غزة.
أعجب بجمال سوزان تميم فذبحت المرأة ذبح الخروف.
استمع الى نصيحة صديق بشراء الاسهم فتدهورت البورصة، هرب الى سوق العقار فاخترب بيته.
تابع السجال السياسي والاقتصادي في الكويت فأدرك، أخيرا، أنه والخيبة متلازمان.