صلاح الساير
لست أكتب عن الامراض التي يعاني منها القطاع العام في بلادنا والذي أصبح يعاني من أعراض كانت مقصورة على الدول الكبيرة المزدحمة والاقل ثراء فصار ينافسها في البيروقراطية ومجالات الفساد.
اشير اليوم إلى القطاع الخاص وقد كتبت عن أمراضه أكثر من مرة، ولعل الازمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد تشكل فرصة لفتح ملف هذا القطاع الذي انتقلت اليه العدوى من القطاع العام في فترة الازدهار والرخاء، حين شاهدنا معدومي الكفاءة يتولون قيادة بعض الشركات بحكم العلاقات الشخصية التي تربط بينهم وبين ملاك الشركات من أصحاب رأس المال.
كان رخاء السنوات الماضية رخاوة سترت الفشل والفاشلين حين أخفت المحافظ الاستثمارية الاخفاقات الكثيرة في بعض الشركات العاملة في مجالات لا علاقة لها بالاستثمار حتى جاءت عاصفة الأزمة الاقتصادية وعرّت شجرة القطاع الخاص، فهرت أوراقه في سوق الاوراق المالية، وافتضح كل من كان شحمه ورما.
فهل يعي صاحب «رأس المال» وضوح العبارة.
فالرأس يأتي قبل المال، وعلى الرأس تقع مسؤولية التفكير والبحث عن المهنيين المحترفين من خارج الديوانية ودائرة الأهل وجلسات الأصحاب.