صلاح الساير
العالم مهدد بالعطش، فالغيمات بخيلة، والامطار شحيحة، والانهار التي كانت عميقة صار الاطفال يعبرونها مشيا على الاقدام، الينابيع تنكرت لدورها الفياض، السدود عاطلة عن العمل، الآبار يذبحها الجفاف، وربما تعود البشرية الى نهجها الاول فتتصارع الاقوام حول الماء والكلأ.
فهل سيتابع العالم قريبا اسعار الماء مثلما يتابع اسعار النفط؟ هل ستتوقف صناعة تعبئة المياه الجوفية وبيعها في قناني للمستهلكين؟ كيف يتعامل انسان القرن الواحد والعشرين مع نظافة جسده ومنزله؟ وهل يمكنه الاستغناء عن الغسيل والحمام والمضمضة؟ هل نقرأ يوما عن إلقاء القبض على شخص «آسيوي» وبحوزته زجاجة «مشروبات مائية» كان بصدد بيعها خفية؟!
يقال ان الذين يموتون عطشا يصابون بنوبة جنون قبيل الوفاة، فهل يجن الناس اجمعهم قبل موت جميع نسل ابينا آدم؟ ام ان الناس قد جنت وقضي الامر؟! فالعالم من حولنا يتصحر ونحن لانزال نهدر المياه بسفه بشري عز نظيره بين الكائنات.
فهل تكفي محطات تحلية ماء البحر لتروي البشرية؟ أم سيتمكن الإنسان من تصنيع الماء؟!
لست أدري غير أني ظمآن، فهل عطش القاري؟!