صلاح الساير
أكتب عن الشام منها.
وأذكر أن سورية كانت أول دولة عربية سافرت اليها ولم أكن قد بلغت الثامنة من عمري، وبعد مرحلة الطفولة عبرت الاراضي السورية مرات عدة في سني الشباب، غير أنها المرة الاولى التي أتوقف في الشام وأسكنها وآلفها، ولي في الألفة أسباب.
سُميت الشام شاما نسبة لسام بن نوح وينطق اسمه بالسريانية شام، حسب ابن المقفع، أما الكلبي فيرجع الاصل لشامات سود وحمر وبيض، وذلك في التراب والحجر وأنواع النبات والشجر، وقيل سميت الشام لأنها على شمال الكعبة واليمن على يمينها، واليد اليمين يمنى واليسرى شؤمى، وشام السحاب نظر اليه اين يمطر.
جلت في دمشق القديمة واستنشقت التاريخ العابق من عباءتها، مشيت في الأزقة الضيقة وشاهدت الكنائس لصق المساجد.
زرت «الصالحية» و«سوق الحميدية» و«سوق البزورية» وتناولت الطعام في «باب توما» حيث البيوت الدمشقية العتيقة التي تحولت الى مطاعم تنتشر في أفنيتها الطاولات تزخر بالاطعمة الشامية الشهيرة وتصدح في أرجائها أغنيات صباح فخري.