صلاح الساير
بعد أن فرغ الخليفة الوليد بن عبدالملك من بناء المسجد الاموي في دمشق خطب في أهلها قائلا «كنتم تفخرون على الناس بأربع: مائكم وهوائكم وفاكهتكم وحمّاماتكم فأحببت أن يكون مسجدكم خامس ما تفاخرون به الناس»، فإذا كنا نعرف الماء والهواء والفاكهة والمسجد، فما حكاية الحمّامات الدمشقية؟
عَرَفَت سورية (وعموم دول حوض البحر المتوسط) الحمّامات الشعبية منذ أزمان بعيدة، ولايزال هذا المرفق الصحي العمومي الذي يتميز بالنوافير والاجران والبرك والمصطبات والارائك وتقديم المشروبات المنعشة مقصد الناس والسياح في سورية من الجنسين حسب الاوقات المخصصة للرجال أو للنساء.
اضافة الى دوره كمكان للاسترخاء والنظافة الجسدية، لعب الحمّام الشعبي في الماضي دور المنتدى الثقافي والاجتماعي الذي يؤمه الناس لأغراض مختلفة، فكان الاصدقاء والمعارف من يلتقون في «حمّام السوق».
ولا تفوتني الاشارة الى كلمة «نعيما» التي نقولها، عادة، للشخص بعد الاستحمام، ومصدرها عبارة سورية قديمة يتداولها الناس هناك تقول «الحمّام نعيم الدنيا» فمن هذا النعيم اشتقت كلمة «نعيما».