صلاح الساير
نقرأ في الأساطير أن الفتى «نرسيس» أو «نرجس» نظر في البحيرة، وحالما شاهد وجهه الجميل منعكسا على صفحة الماء تعلق عشقا بذاته حتى مات وأصبح رمزا للغرور والنرجسية.
وكذلك الطفل المدلل يرى شخصيته مضخمة في عيون والديه، فيتوهم قوة وغرورا سرعان ما يختفيا ساعة التحاقه بالمدرسة ومعرفة شخصيته في عيون زملائه التلاميذ فيدرك حجمه الحقيقي.
المتزلفون وبطانة السوء والعشاق مرآة خادعة ينظر إليها الثري أو المتنفذ أو العاشق فتتورم ذاته ويرى نفسه في منزلة تفوق منازل البشر، والأمثلة، لا شك، كثيرة.
فالمشاهير في الفن أو الرياضة أو سواها محاصرون على الدوام بهذه الأفخاخ الجماهيرية التي تشبه المرايا الخادعة في مراكز الترفيه والتي تغير أطوالنا وأحجامنا وأشكال وجوهنا.
بالطبع لست اكتب عن تلك العيون (المرايا) التي تنظر إلينا فتصورنا على نحو يخالف حقيقتنا. فهذه العيون متواجدة من حولنا، ومنها عيون المحبين، غير اني اكتب عنك، وعني، وعنكم. اكتب عن الإنسان المسؤول عن حماية نفسه من خديعة المرآة مهما قربت منه.