صلاح الساير
نحن نتعلم المشي صغارا لكننا لا نُعلم عيوننا موهبة النظر.
فثمة ممارسات تنبع من ناموس الحياة وتلتصق بطبائع الخلق.
فالأم ترضع وليدها وتحميه، والأب يتولى أمور الأبناء (والنملة تعتز بثقب الأرض) والفران يخبز الأرغفة للناس، ومدرب الفريق الرياضي يضع خطة اللعب.
فالعصفور الغرد لم يدخل معهد الفنون ولم يتعلم قراءة النوتة الموسيقية، ولا أحد شرح للغيمة كيف تنهمر مطرا فتغسل الأرض.
وكذلك الأسماك في بحارها لم تتلق دورة تدريبية بالغوص على يد سباح ماهر.
فمن طبيعة شجر الزيتون أن يثمر زيتونا، ومن طبيعة شجيرة الحنظل أن تثمر العلقم.
يقولون في الأمثال «تستطيع أن تجر الجواد الى حيث الماء لكن ليس بمقدورك أن تجبره على الشرب» فالعطش مثل العشق، مثل الحكم، مثل الشعر أمور تخضع لناموس الحياة متى ما فرضت الحياة ذلك (دون الحاجة لاستشارات السيد توني بلير) فيشرب الجواد الماء، والعاشق يتذكر معشوقته و(الحكومة تحكم) والشاعر ينظم الكلمات.