صلاح الساير
حين تجري انتخابات برلمانية في كينيا ينجح فيها نواب لون بشرتهم أسود، ولو ان هذه الانتخابات انعقدت في الصين فسيخرج من صناديق الاقتراع نواب صفر البشرة، أما في السويد فأعضاء البرلمان هناك شقر بعيون زرق وبشرة بيضاء.
فالبرلمانات مرآة المجتمعات، تتلون بألوانها وتنطق منطوقها، وليست الكويت استثناء.
فالأعراض التي نشخصها في البرلمان الكويتي هي أعراض لأمراضنا نحن، لا أمراض أهل السويد أو الصين أو كينيا.
ومن يعتقد أن الانتخابات المقبلة ستفرز طروحات برلمانية مختلفة فهو واهم يعوم في بحر الخيال.
فالمجتمعات تعيد ولادة ذاتها من رحم السياسة. وشجرة الليمون لا تطرح أسماكا. والذي يصطاد في البحر لا يرجو صيد الليمون.
أداء البرلمان انعكاس لأداء الأفراد في مجتمعاتهم.
إن كان خيرا فخير، وإن كان شرا فشر.
فعندما نتمترس نحن، الأفراد، في كهوف المفاهيم الماضوية والمصلحية والعائلية والعشائرية والمذهبية يكون من الصعب إنتاج برلمان لا يكرس مثل هذه المفاهيم ويعيد تصديرها إلينا.
و«من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر»!