تنمو الشركات وتنجح وتربح بفضل المدراء المميزين الذين يمتلكون موهبة الإدارة والرؤية المستقبلية ومتطلبات السوق وكذلك قدرتهم على وضع الخطط ورسم السياسات، لهذا تنجح الشركات التي يديرها المدير الناجح وتفشل الدول التي يقودها الزعيم (الملهم القائد الخالد الفذ المهيب المؤمن) وغير ذلك من ألقاب فضفاضة تفوق قدرة البشر ومهاراتهم الطبيعية.
نجحت مصر وتفوقت بالفنون والاقتصاد والصناعة والحروب عندما كان يديرها الحكام الذين يتميزون بمواهب شخصية في العلم والفطنة وحسن الإدارة، وأضرب مثلا بالمعز لدين الله الفاطمي الذي تؤكد الروايات التاريخية امتلاكه لتلك القدرات المدهشة وهو من أمر ببناء مدينة القاهرة والأزهر الشريف ويشاع أنه مخترع قلم الحبر.
رميت إلى أن الازدهار الذي شهدته مصر أيام الفترة الفاطمية أو سواها من فترات ومراحل يعود لفطنة الحكام وحكمتهم ونبوغهم لا لأسباب خيالية دعائية تفخيمية كاذبة، ولا نبرح المحروسة ـ في هذه العجالة ـ حتى نشير إلى عكس المثال وأعني تدهور حال الدولة حين تولى مصيرها (الزعيم الخالد) جمال عبدالناصر فقام بارتكاب جملة من الأخطاء الجسام التي نتج عنها ضعف مصر وخسارتها، ومثلما يبدو فان الدول مثل الشركات بحاجة لمدراء لا زعماء.
www.salahsayer.com
@salah_sayer