أصدرت الأمم المتحدة عام 1947 قرار التقسيم القاضي بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم الأرض إلى ثلاثة أقسام: الأول يهودي للإسرائيليين، والقسم الثاني عربي للفلسطينيين، والثالث دولي ويشمل القدس، غير أن العرب رفضوا القرار بحجة أنه يضع مقدساتهم الإسلامية تحت الإشراف الدولي! فنشبت الحرب بينهم وبين اليهود في عام 1948 المعروف بعام النكبة.
من يجُل في خفايا المسكوت عنه في عوالمنا المريضة يدرك أن العديد من القوى العربية ومنهم «الشيوعيون» وكذلك العديد من «الحكماء» في فلسطين طالبوا بقبول القرار الأممي وحذروا من مغبة رفضه، إلا ان صوت العقل غرق في لجة الضجيج خاصة ضجيج جماعة الاخوان المسلمون (!) الأمر الذي زج بالشعب الفلسطيني في متوالية عذاب وتشرد فلم يقبضوا من العرب سوى ما تقبضه الريح من البلاط.
يمكن القول ان قضية العرب المركزية (فلسطين) كانت صناعة عربية وقفت خلفها ـ من وراء ستار ـ القوى العظمى للإفادة منها في الحرب الباردة وتشكيل النظام العربي القديم حين قام شعار «تحرير فلسطين» بدور الرافعة الرئيسية للراغبين من الضباط المغامرين الطامعين بتولي الحكم في بلادهم فكان الشعب الفلسطيني هو الخاسر الأكبر جراء ذلك الخطأ التاريخي الناجم عن تزاوج الخبث والجهالة.
www.salahsayer.com
salah_sayer@