صلاح الساير
بعض القناعات التي تتشكل في فترة التكوين الأولى للأفراد قد تستمر وتبقى في شخصياتهم وان حاولوا طمسها في الفترات اللاحقة.
فالطفل الذي يكره تناول «السبانخ» ربما يحبس هذا الشعور في داخله حتى بعدما يكبر ويتزوج وينجب أطفالا ويكون من واجباته التحدث معهم عن فوائد السبانخ وأهمية تناولها.
«ثوابت السبانخ» تختلف وتتنوع وتتجاوز أكل الخضراوات إلى القيم والمشاعر والتعاملات.
فمن جُبل على التقتير وترعرع في أسرة بخيلة يعبد أفرادها كنز الذهب والفضة يصعب عليه ان يكون كريما في الكبر، وان اضطرت يده الى التبرع الخيري بسبب الوجاهة الاجتماعية.
ومن تزمن فيه الرعدة خوفا من الظلام سوف يفشل في العمل كحارس اسواق.
«الطبع يغلب التطبع» فتلك طبائعنا الأولى قد تتوارى عن عيون الآخرين لكنها لا تنتهي ولا تنعدم، تظهر جليا في طفولتنا، وبمرور الزمن نتدرب تدريجيا على اخفائها في الداخل الجوّاني من شخصيتنا فلا تظهر في الخارج البراني.
لتبدو الحياة وكأنها رحلة نتعلم فيها لبس طاقية الاخفاء، فنكبر ونحن نحب الشخصية الكرتونية «بوباي» لكننا نكره السبانخ.