غادرنا شهر الصيام ودخلنا في عيد الفطر السعيد، وفي الأعياد نتذكر المحرومين من السعادة وهم في هذا العام كثرة كاثرة في بلاد العرب، ففي الموصل هدم وتشريد، وفي الأنبار جلد وحز أعناق.
ومن غرب العراق إلى عموم سورية حيث الدمار والخراب والاحتراب الأهلي.
وفي ليبيا فوضى عارمة لم تزل ناشطة وتهيمن على الأوضاع هناك وتهدد وحدة البلاد وسلامة العباد.
>>>
وكأن كل هذا الدم العربي المسفوح في مدائن العرب لا يكفي لوضع حد لهذه المرحلة الكارثية.
ففي قطاع غزة تفجرت الأوضاع عندما اكفهرت إسرائيل وكشرت عن أنيابها وحلقت طائراتها الحربية تقصف الفلسطينيين العزل بالنار والحديد وتهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وكأني بإسرائيل (شريكتنا في الشرق الأوسط الجديد) حريصة على ألا تفوتها المشاركة في هذا المهرجان الدموي العربي.
>>>
بات واضحا ان المنطقة تعبر منعطفا حادا وخطيرا ما خبرت مثله من قبل.
فالدول العربية التي طلعت بعيد الحرب العالمية الأولى وتولدت من رحم اتفاقية «سايكس بيكو» تتعرض اليوم لاختبار قاس يتعلق بوحدتها وتماسكها.
فبعد أن كان الحديث حول «أنا وابن عمي ضد الغريب» أصبحنا وأضحينا وأمسينا «أنا واخوي ضد ابن عمي».
>>>
غادرنا شهر الصيام ودخلنا في عيد الفطر السعيد.. كل عام وأنتم بخير.
www.salahsayer.com
salah_sayer@