انتفخت أوداجه، وتورمت حنجرته، ونزت حبات العرق من جبينه.
صاح وناح وقام فطاح وهو يتحدث بعمق وإيمان وحماسة واندفاع عن الوحدة العربية التي أضعناها فأصبحنا بعدها كمثل الأعواد التي تفرقت فتكسرت «أحادي»، وأضاف أنه لا قيام للعرب من كبوتهم ولا نهضة مرتجاة إلا بالعودة إلى تلك الوحدة العربية التي انفصمت عراها فتناثر العرب كحبات عقد منفرط.
>>>
حاص وباص وغاص ولاص قبل ان تشفط رئتاه نفسا قويا كاد يفرغ المكان من الهواء، كر وفر وثار ونار ثم انقض بالهجوم على الاستعمار الكولينالي والمخطط الامبريالي والمؤامرة الماسونية والاستعمار الانجلوسكسوني الذي مزق وحدتنا وفرق شملنا وطمس تاريخنا الماجد، في جزر معزولة فضعفت قوتنا وصرنا فريسة سهلة للأعداء الغاشمين.
>>>
وحالما فرغ الخطيب (الخليجي) من هديره الوحدوي الصاخب غادر المجلس إلى منزله حيث أم العيال تنتظره على أحر من الجمر لتخبره بحكاية ابنته التي تجمعها قصة حب مع زميلها (العربي) الذي يعمل معها في الشركة.
وما ان انتهت الأم من حكايتها (المعيبة) المرعبة حتى جن الرجل وانفجر غاضبا وبدا وكأن العفاريت سكنته، فأخذ بالصراخ والتهديد والوعيد رافضا فكرة المصاهرة (العربية).
>>>
وبعد أن أقسمت الأم ألا تفاتحه ثانية بالموضوع (الشين) هدأ القومجي وفتح المذياع ليطرب على أغنية الموسيقار محمد عبدالوهاب.. أخي أيها العربي الأبي أرى اليوم موعدنا لا الغدا.. أخي أقبل الشرق في أمة ترد الضلال وتحيي الهدى.
www.salahsayer.com
salah_sayer@