صلاح الساير
في أحد مطاعم روما تناولت «بيتزا» الوجبة الايطالية الشهيرة فالتصقت جبنتها الساخنة في شفتي، وحين حاولت إزالتها التصق طرفها الآخر بأصابع يدي اليمنى، وحالما سحبت هذا الطرف الملتهب بيدي اليسرى تمددت الجبنة دون أن تنقطع أو تبرد.
حنقت على ايطاليا وعجبت من هذه الوجبة «العدوانية» وبسرعة قياسية نسيت عبقرية مايكل أنجلو، وليوناردو دافنشي، ومهارة لاعبي فريق يوڤنتوس، وجمال الممثلة صوفيا لورين.
وتذكرت المثل القائل «الحق على الطليان» فالعرب حين يعجزون عن تحديد المسؤول عن المشكلة يلقون المسؤولية على الايطاليين.
حاولت تخفيف أثر لسعة الجبنة الساخنة، فقررت أن روما كانت مهدا لأشهر خيانة في التاريخ تحفظها صرخة يوليوس قيصر الشهيرة «حتى أنت يا بروتس» وان الايطاليين يضحكون على ذقون البشر حين يفخرون ببرجهم المائل والآيل للسقوط «برج بيزا».
بالغت في الغضب وقررت ان ايطاليا تبيع الخراب للسياح، وذلك يتمثل في المدرج الروماني الخرب «الكولسيوم» الذي كان حلبة للمصارعات الوحشية، وتذكرت الاضرار الصحية لوجبة «الباستا» ومستقبل مدينة «البندقية» التي يهددها الماء بالغرق.
وحين زال أثر الجبنة الساخنة، تذكرت أن عصر النهضة انطلق من ايطاليا. فشكرا أيها الطليان.