كَرُمَ الجوهر كان نفيسا وثمينا لذا نقول «الأحجار الكريمة» ونقصد الجواهر والأحجار النادرة التي استعملها الانسان منذ القدم للزينة والعلاج ولحمايته من قوى الشر. ونقرأ في القرطبي تفسير الآية الكريمة (ولقد كرمنا بني آدم) يقول الشارح «أي جعلنا لهم كرما أي شرفا وفضلا، وهذا هو كرم نفي النقصان لا كرم المال»، أما عن الآية الكريمة (انه لقرآن كريم)، فيقول القرطبي «كريم لما فيه من كريم الأخلاق ومعالي الأمور».
***
يشرح لسان العرب معنى الكرم فيقول «الكرم نقيض اللؤم» ولم يقل «الكرم نقيض البخل»، وذلك يعني أن الشخص الذي يعطي مالا للآخرين وهو يحمل روحا خسيسة وطوية لئيمة لا يعد كريما وإن أعطى. فالكرم مجد وفضل ونبل. وفي فتح مكة، وصف سهيل بن عمرو النبي صلى الله عليه وسلم بأنه «أخ كريم وابن أخ كريم» ويقصد كرم أخلاق نبينا المصطفى لا كرم المال.
***
ورغم وضوح الكلمة وتعدد الشواهد تم تفريغ الكرم من حقيقته العظيمة وأصبح يرتبط بالعطاء المالي ويجري في مضامير المال حتى بلغ النفاق الاجتماعي، وصار البعض يرهقون أنفسهم في المبالغة في إعداد مأدبات عامرة كي يقال عنهم كرماء، وأمسى بعض اللئام يدرجون في قوائم الكرام بسبب أموالهم القذرة رغم عدم تمتعهم بالنبل والعز والشرف. وختاما لا استثني دافعي الأموال لداعش وسواها من العصابات الإرهابية. فلا يد بيضاء لقلب أسود.
www.salahsayer.com
salah_sayer@