تصمت المجتمعات العربية عن الأفكار الضالة ولا تجزع من الأفعال الشاذة وتسيطر عليها طبقات واسعة من الناس الطيبين من حسني النوايا الذين يعملون دون وعي منهم على دعم الإرهاب ماديا ومعنويا، فيسهمون في حرف النظر عن لب المشكلة حين يبررون للمتعصبين وحشيتهم، ويستنكفون ان تقول انه «مخطئ من ظن يوما ان للثعلب دينا».
****
مجتمعات تغشاها الضبابية، ويهيمن عليها النفاق الاجتماعي الذي يمارسه أعضاء حزب الماء «لا لون لا طعم لا رائحة» الذين يصمتون خشية حماقة الحمقى فيسترون خشيتهم بدعوى ان الصمت حكمة (!) مجتمعات تفتح المنابر ومنصات الخطابة لهواة الزعيق والبغضاء، فيروج خطاب الكراهية، وتحشد الآذان كلها لسماع دعاوى العنف والتكفير وازدراء الآخر ويتحول الناس تدريجيا إلى قنابل موقوتة.
****
مجتمعات طيبة ومؤمنة، ورثناها عن الأجداد وكانت أكثر إنسانية ورحمة، وكانت أقرب للحياة والمدنية والتعامل مع العصر. فقمنا بتفخيخ تلك المجتمعات بأفكار منحرفة، ولطخناها بالخطايا، ودسسنا السم في عافيتها، وزرعنا جنباتها بالقلوب الحجرية والعيون العمي والألسن الخرس حتى تحولت بلاد العرب إلى غابات تؤول إليها الضباع المسعورة مثل عصابات داعش.
www.salahsayer.com
@salah_sayer