صلاح الساير
تشكل حالة الطقس مخرجا للذين يرغبون في تبادل الحديث ولا يتوافر لهم موضوع محدد يساعدهم على الشروع في الكلام، فالرجل الذي يجلس قرب امرأة جميلة في القطار يشير الى حالة الطقس بهدف التودد وتبادل الكلام معها، والزوجة المغلوبة على امرها وقد سئمت من كلام زوجها المتكرر عن مشاكله في العمل تبادر بالحديث عن حالة الطقس لتفتح موضوعات اخرى غير مشاكل الوظيفة.
الطقس، في سائر المجتمعات، مفتاح الكلام بصرف النظر عن رداءة الجو او حسنه، فالحالة الجوية موضوع مشاع يمكن للجميع الحديث فيه، اما في مجتمعنا الكويتي فالحديث في السياسة هو الحديث المشاع الذي يحق للجميع المشاركة فيه، صغارا وكبارا، نساء ورجالا، عالمين او جهلة.
يوم امس اخبرني احد الاصدقاء خبرا طريفا عن والدته الامية التي هاتفته صباحا لتسأله «ها الشيخ ناصر شكل الحكومة والا بعد؟»، فعجب ابنها من السؤال وسألها بدوره ان كانت تريد حقيبة وزارية؟ فردت الام ردا ساخرا ادهش الابن حين قالت «ايه والله يا وليدي ما عندي شنطة!».
عبارة ساخرة من امرأة كويتية تجاوزت الثمانين من العمر تختصر حالتنا السياسية.