تكالبت علينا الشرور من كل حدب وصوب، وكأن الشياطين تفلتت من عقالها مقبلة نحونا، نغفو على كارثة ونصحو على أخرى، كلما وضعنا أصباغا لتجميل صورتنا، وحفظنا عن ظهر قلب «كم كلمة» يفهمها العالم، مثل «حقوق إنسان، حرية، تعددية»، هاجت علينا الأحداث وماجت، وغرقنا في الوحل ليتبدد المكياج وننسى «الكم كلمة» التي حفظناها فتعود صورتنا إلى حالتها الشائهة، وكأنك يا بوزيد ما غزيت.
****
أمة عجيبة، أبطالها وقادة الأحداث الدامية الكبرى فيها يأتون من العدم، يولدون من رحم العتمة والغموض، يطلعون فجأة على مسرح الأحداث كطلوع خليفة الدولة الإسلامية (داعش) ليقلبوا الطاولة ويغيروا المعادلات، فيصبح العمار دمارا يجذب طيور البوم والغربان، انها حالتنا المزمنة التي يلخصها المثل الحجازي القائل «من جرف لدحديرة»، حالما نخرج من جرف «شق في الوادي» نسقط في دحديرة وهي المنحدر أو النزلة الحادة.
****
نعيش في مولد وصاحبه غايب، لا منعة لنا ولا مناعة فينا وليس لدينا حصانة، كل من شاء جاء و«خربش» على وجوهنا وانصرف، حتى الإيراني الشيخ «هارون مؤنس» حين لمعت الفكرة العبثية في رأسه المعتوه فعل في المقهى الاسترالي ما فعل ولطخ سمعة الملايين من البشر، ومضى قتيلا تطارده اللعنات والتبريكات في آن واحد، فمتى يصحو هذا الشرق الأوسط من جاثوم لعنته؟ متى نصحو؟
www.salahsayer.com
salah_sayer@